الـمـكـاان : فـوق سـريـري الـداافـئ .
الـزمان : لـيـلـه مـن لـيـاالي الـشـتـااء الـبـاردة.
الـصـديـقـاان : يـاسـيـن و مـصـطـفـى .
----
بـيـنـمـاا كـانـت عـيـنااي تـهـيـم مـنـدهـشـة بـمـا تـقـرأه خـلـف تــلـك الـشـااشـه الـزرقـااء .. الـتي نــحـبـهـاا .. الـتـي جـلـبـت لـنا عـالـمـا وهـمـيـا مـن الأصـدقـاء و الأحـبـااب .. تـلـك الـشـاشـه الـتي جـلـبـت لـنـا كـثـيـر مـن الـفـرح الـزائـل ..و كـثـيـر مـن الـحزن الـدائم .. كـثـيـر مـن الدروس .. و كـثـيـر مـن الـحـكـم .. جـلـسـت أنا وفـي يـدي كـوبـا مـن الـشـوكـولاتـه الـسـائـلـه الـسـاخـنـه .. كـلـمـا قـرأت الـمـزيـد الـتـفـت أصـابـعـي حـولـهـا بـقـوه لا أدري لـمـاذا ..
----
هـل مـن هـول مـا اقـرأ ؟
هـل مـن حـزنـي عـلـى مـا أصـبـح عـلـيـه صـديـقـي ؟
هـل مـن حـزنـي عـلى مـن يـأخـذون الـمـثـلـيـه سـاتـرا لـما يـفـعـلـون ؟
----
ذلـك الـصـديـق الـذي كـان يـومـا مـا مـثـالا لـلـبراءه .. مـثـالا لـلرجـولـه .. مـثـالا لـلـصـدق و الأمـانـه .. مـثـالا للـتـديـن و حـب الله ..
ذلـك الـصديـق .. ذلـك الـشـخـص الـذي يـسـكـن داخـل مـعـظـمـنـا ..
ذلـك الشـخـص الـذي اتـخـذ مـن الـمـثـلـيـه حـجـه لـكـل مـصـيـبـه تـحـدث فـي حـيـاتـه و أصـبـح و أمـسـى يـتـفـنـن فـي كـره نـفـسـه و ذاتـه لـمـا خـلـقـه الله عـلـيـه ..
----
قـرأت تـلـك الـعـبـارة الـتي بـكـل مـا تـحـمـلـه الـكـلـمـه مـن مـعـانـي .. جـعـلـت قـلـبي يـتـخـطـى نـبـضـه و يـقـفـز الـى الأخـرى ..
" يـاسـيــن .. أنـا قـررت انـتـحـر .. "
لـم أدري بـمـاذا أرد عـلـيـه .. لأول مـره أكـون أنا مـن يـسـأل الـنـصـيـحـه .. لأول مـره يـطـلـب مـنـي الإرشـااد بـعـد مـا كـنـت لإرشـاده طـالـبـا ..
لأول مـره أكـون أنـا هـو .. و هـو أنـا ..
----
حـيـنـمـا انـتـظـمـت ضـربـات قـلـبـي و بـردت الـشـوكـولاتـه الـسـاخـنـه الـتـي فـي يـدي .. و جـلـسـت أنـتـقـى الـكـلـمـات .. كـلـمـة ورااء الأخـرى ..
عـلـمـت أن تـلـك الـكـلـمـات ربـمـا تـنـقـذ حيـااة ..
و ربـمـا تـبـعـث بـها الى أسـفـل الـتـراب ..
قـلـت لـه : " و مـالـه يـا مـصـطـفـى .. أعـمـل كـده .. "
رد بـعـد صـمـت : " أيـوة أنـا حـعـمـل كـده فـعـلا أنا مـلـيـش لازمـه فـي الـحـيـاه .. أنـا اللـي الـنـاس كـلـهـا بـتـكـرهـه .. أنـا الـلـي بـيـقـولـواا إن ربنـا غـضبـان عـلـيـا لـيـل نـهـار .. أنـا شاذ .. أنا شاذ .. أنا شاذ "
رددت مـقـاطـعـا : " و مـيـن لـيـه الـحـق إنـه يـسـمـيـك شـاذ ؟ "
ابـرم هـو مـسـرعـا لـلرد و لـكـنـي قـاطـعـتـه مـجـددا : " إنـتـه انـسـان .. لـحـم ودم .. عـقـل و قـلـب .. زيـك زي أي انـسـان تـاني "
رد بـعد وهـله : " لأ الـنـاس كـلـها أحـسـن مـنـي .. أنـا مـلـيـش قـيـمـه فـي الـحـيـاه ..فـي نـظـر الـنـاس أنـا مـجـرد عـبـد لـلشـهـوانـيـات .. أنـا الـمـوت أحـسـنـلي "
لـم أدري فـي بـادئ الأمـر بـمـاذا أرد .. هـا هـو مـصـطـفـى الـذي كـان لـي سـنـدي و سـعـادتـي .. مـصـطـفـي الـذي أحـبـبـتـه فـي الله .. مـصـطـفـى أخـي الـكـبـيـر الـذي يـرعـانـي .. و أخـي الـصـغـيـر الـذي أحـمـيـه .. هـاهـو الآن فـي أضـعـف حـالاتـه .. هـاهـو يـسـتـغـيـث بـي .. و كـل مـا أمـلـكـه الآن هـو الـصـمـت ..
----
أحـسـسـت بـأطـرافـي تـتـجـمـد .. ولأول مـره أسـمـع دقـات قـلـبـي مـسـرعـا كـالبـرق حـيـن يـضـيـئ و يـخـتـفـي مـره واحـده ..
اسـتـجـمـعـت قـوااي و بـدأت أنـامـلـي تـضـغـط حـرفـا وراء الآخـر : " مـصـطـفـي .. أديـنـي بـس مـهـلـه لـبـكـره الـصـبـح وأنـا حـغـيـر رأيـك و بـعـدهـا أعـمـل الـلـي إنـتـه عـاوزه "
بـعـد مـوافـقـتـه بـتـلـك الـمـهـلـة .. قـمـت مـن مـكـانـي .. تـوضـئـت و قـمـت للـصـلاة بـعـدمـا كـسـر هـدوء الـمـكـان جـمـال لـفـظـة الـجـلاله " الله أكبر " .. دعـيـت ربـي أن يـلهـمـنـي الـنـصح و الإرشـاد لـكـي انـقـذ صـديـقـي ..
----
مـاذا سـيـحـدث يـا تـرى ؟!
هـل أمـلـك أنـا تـلـك الـقـدره ؟!
هـل سـأنـقـذه ؟!
أم هـل سـأفـقـده ؟!
سـاعـدنـي يـا الله
----
... يـتـبـع

No comments:
Post a Comment